لسوريا لا للشرع

0

 

 

على الرغم من المفاجأة التي أصابت الكثيرين من سقوط نظام بشار الأسد في أيام معدودة إلا أنني لم اتفاجئ بهذا الحدث الجلل الذي هز الشرق الأوسط بل العالم كله لأن سقوط هذا النظام كان حتميا بعد أن حكم نظام الأسد بدء من حافظ الأسد وانتهاء ببشار سوريا بالحديد والنار أذل خلالها الشعب السوري وقذف الآلاف وربما الملايين بالابرياء في سجون صيدنايا والسجون الأخرى التي فاقت في قسوتها سجون النازية وعلى الصعيد الخارجي أصبحت الأراضي السورية مستباحة سواء من جانب إسرائيل أو من جانب إيران التي سيطرت على مفاصل الدولة وبذلت قصاري جهدها لنشر التشيع في مجتمع معظم سكانه من السنة ورغم الاتهامات التي وجهت للنظام الجديد بأنه قسم البلاد فإن سوريا كانت طوال حكم بشار كانت مقسمة مناطق يسيطر عليها الأكراد وأخرى يسيطر عليها الدروز ومناطق أخرى يسيطر عليها تنظيم داعش فضلا عن وجود قاعدة أمريكية وقواعد روسية إلا أن المفاجأة كانت في انهيار قوات النظام السوري خلال أيام قليلة من جماعات تمتلك أسلحة لا تقارن بالأسلحة التي يمتلكها الجيش السوري النظامي إلا أن تفسير ذلك يرجع إلى أن الجيش السوري النظامي لم يكن له أي ولاء لهذا النظام الفاسد المستبد لذا سلم نفسه واسلحته لتلك الجماعات فضلا عن افتقاده للتأييد الشعبي لنظام قمعي باع بلده وأذل شعبه ووصلت سوريا في عهده إلى بلد فقير لا يمتلك كهرباء أو ماء او اي قدرات اقتصادية وكان طبيعيا أن يهب الشعب السوري فرحا ومؤيدا بالنظام الجديد الذي أعطاه حريته وإطلاق سراح المسجونين بغض النظر عن توجهاته ولأول مرة شعر الشعب السوري بأدميته وهو ما دفع آلاف السوريين إلى العودة لبناء وطنهم وللأسف فإن كثير من البلاد العربية وعلى رأسها مصر لم تشارك هذا الشعب مشاعره رغم الروابط التاريخية التي تربط مصر بسوريا وارتباط الأمن القومي المصري بالسوري وكان من المفترض أن ترسل مصر وفدا للتحاور مع النظام الجديد لاستكشاف توجهاته والتنسيق معه إن أمكن هذا ولم يكن مطلوبا الاعتراف به فور وصوله إلى الحكم وربما تأثر النظام في مصر بتجربة الاخوان وعداء هذا النظام للتيارات الإسلامية خوفا من أن يمتد هذا إلى مصر رغم أن السياسة يتحكم فيها المصالح وشنت وسائل الإعلام المصرية هجوما حادا على النظام السوري متهما إياه بحماية الجماعات الإرهابية والتحالف مع إسرائيل وتقسيم سوريا وللأسف فإن الأمر امتد إلى الجالية السورية المقيمة في مصر والتي ساهمت طوال الفترة الماضية في بناء مصر دون التدخل في الشئون الداخلية لمصر وهو الأمر الذي يسيئ إلى العلاقات التاريخية بيننا واستغل البعض خروج العشرات من جنسيات مختلفة مقيمة بسوريا بمظاهرات ضد النظام المصري رغم قيام النظام السوري بالاعتذار عما حدث والقاء القبض على عدد منهم وتوقيف البعض الآخر وإصدار بيانات تتبرأ من هؤلاء والتركيز على العلاقات التاريخية بين البلدين إلا أن أبواق النفاق ظلت تكيل الاتهامات الي سوريا والسوريين وباعتباري واحد من الإعلاميين البارزين في الوطن العربي كنت أتابع الأحداث بقلبي وعقلي لانني واحد من أشد المتأثرين بالتيار القومي الذي جسده عبد الناصر والذي توج بوحدة مصر وسوريا في دولة الجمهورية العربية المتحدة وكنت ولا زلت اعتبر سوريا بلدي الثاني وهذه المشاعر لن تتأثر برأي شرنعة لا تريد الخير لمصر أو سوريا أو الاسلام أو العروبة بل تسعى فقط لتحقيق أجندتها الخاصة ومصالح دول معادية للإسلام والعروبة وفي تلك المرحلة الدقيقة التي تجتازها مصر وسوريا والمنطقة كلها في ظل المخطط الإسرائيلي الرامي إلى إقامة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات والذي لا يمكن التصدي له إلا بأتحاد العالمين العربي والإسلامي بصفة عامة ومصر وسوريا بصفة خاصة فإنني أناشد قيادتي البلدين تجاوز الخلافات بينهما وان يضعا أيديهما معا تحت راية الإسلام والعروبة متذكرين دائما قول الله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا وقول رسولنا الكريم إذا اختلف المسلمين فأعرض عن هذا أو ذاك وخيرهما من يبدأ بالسلام وبدون ذلك فإننا سوف نخرج من تلك المعركة خاسرون وعندئذ لن ينفع الندم ولن تجدي الدموع .

 

مصطفى عمارة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم