سعادة سفير عمان بالقاهرة يرحب باتفاقيات التفاهم بسفارة عمان بالقاهرة
القاهرة – محمد نصار
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدات والسادة،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسرني ويسعدني، أن أرحب بكم جميعًا في “بيت عُمان” بالقاهرة، هذا الصرح الذي يُجسد عمق العلاقات الأخوية بين بلدينا الشقيقين، ويعكس حرصنا المشترك على تعزيز جسور التعاون في مختلف المجالات.
إن العلاقات العُمانية المصرية ليست وليدة اليوم، بل هي امتداد لتاريخ طويل من التفاعل الحضاري والمواقف النبيلة، حيث كانت مصر دائمًا حاضرة في وجدان العمانيين، كما كانت عُمان قريبة إلى قلوب المصريين، وظلت هذه العلاقة قائمة على الاحترام المتبادل، والإيمان بوحدة المصير، وتشابه التحديات والمصالح.
واليوم، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، – حفظهما الله – نواصل العمل على ترجمة هذا التاريخ المشترك إلى شراكات اقتصادية وتنموية ملموسة، تخدم طموحات شعبي البلدين وتدفع بعجلة التنمية المستدامة.
وفي هذا السياق، نُثمّن الشراكة القائمة بين شركة الأمل الشريف للبلاستيك بجمهورية مصر العربية، وشركة زينوكس جلوبال من سلطنة عُمان، ضمن برنامج “لدائن” التابع لشركة أوكيو العُمانية الرائدة في قطاع الطاقة والبتروكيماويات.
وتكتسب هذه الشراكة أهمية خاصة نظراً لمساهمة مؤسسات مالية مصرية مرموقة في هيكل شركة الأمل الشريف، مثل: بنك الاستثمار القومي، البنك الأهلي المصري، المصرف المتحد، وبنك قناة السويس، ما يعزز الثقة في نجاح هذا المشروع الصناعي المتكامل لإنتاج حلول هندسية حديثة لأنظمة تغذية المياه والصرف الصحي، باستخدام تقنيات البولي أوليفين المتقدمة.
ويأتي هذا التعاون انسجامًا مع رؤية عمان 2040 ورؤية مصر 2030، حيث يقوم المشروع على تبادل الخبرات، ونقل التكنولوجيا، وتطوير منتجات عالية الجودة، وفق أعلى المعايير البيئية، بما يخدم الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
إن هذه الشراكة ليست فقط اتفاقًا اقتصاديًا، بل نموذجٌ حيويٌ للتكامل العربي العملي، حيث تلتقي الخبرات المصرية الواسعة في التصنيع بالإمكانات العُمانية المتقدمة في البنية الصناعية والدعم اللوجستي، ضمن إطار استراتيجي يعزز الابتكار ويرفع القيمة المضافة.
ويُعد مشروع “لدائن” من المبادرات الرائدة التي تهدف إلى دعم الصناعات التحويلية، ورفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي، وتحقيق الاستدامة البيئية، وهو ما يجعل هذه الشراكة نموذجًا يُحتذى به في ربط الصناعة بالتنمية.
إنني على يقين بأن هذه الخطوة ستمهد الطريق لمزيد من التعاون والمشاريع المشتركة، وستسهم في تقديم حلول مبتكرة تخدم البنية التحتية، وتعود بالنفع على شعبي البلدين.
وفي الختام، أعرب عن فخري بانعقاد هذا اللقاء في “بيت عُمان” بالقاهرة، الذي سيبقى منبرًا للتعاون والشراكة الأخوية، ومقرًا داعمًا لكل مبادرة تسهم في تعزيز العلاقات العُمانية المصرية.
وسنظل في سفارة سلطنة عمان بالقاهرة داعمين لكل ما يُرسّخ هذا التعاون، وملتزمين بتوفير منصة فاعلة للتكامل بين البلدين في مختلف المجالات