من التساهل إلى الفعل: صفوي يدعو العالم لمواجهة النووي الإيراني علي صفوي يكشف حقائق خطيرة حول برنامج الأسلحة النووية الإيران
صرح السيد علي صفوي، عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بأن الوضع الراهن حول برنامج الأسلحة النووية الإيراني يشكل تهديدًا متزايدًا للأمن الإقليمي والعالمي. أشار صفوي إلى أن التطورات الأخيرة تؤكد فشل المفاوضات الدولية مع النظام الإيراني، مؤكدًا أن الثلاثي الأوروبي (E3) ومجموعة الـP5+1 لم يحققا أي تقدم ملموس خلال ثلاثة عقود من الحوار. وأضاف أن رفض النظام الإيراني الالتزام بالمطالب الدولية، بما في ذلك التخلي عن تخصيب اليورانيوم وتوفير الوصول غير المقيد إلى مواقعه النووية وخبرائه، يعكس استمرار سياسته العدائية.
أوضح صفوي أن برنامج الأسلحة النووية يمثل “سياسة تأمين حياة” حاسمة للنظام، حيث يعمل كدرع يحميه من شعبه الخاص ويحد من قدرة المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات حاسمة ضد انتهاكاته. وشدد على أن هذا البرنامج لا يهدف فقط إلى حماية النظام من الداخل، بل يساهم أيضًا في تعزيز نفوذه الإقليمي من خلال الدعم المقدم للجماعات المسلحة. واستشهد بكشف المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية عن “خطة الكوير”، التي أُطلقت في 2009 تحت إشراف مباشر من الخامنئي، كدليل على استمرارية البرنامج النووي العسكري رغم الضغوط الدولية.
أضاف صفوي أن الحل الوحيد للجمود النووي يكمن في تغيير جذري للنظام، مشيرًا إلى أن مريم رجوي، دعت إلى تفعيل آليات العودة الفورية للأمم المتحدة وإعادة تفعيل الست قرارات المتعلقة ببرنامج إيران النووي. ودعا إلى إحالة الملف النووي إلى مجلس الأمن الدولي بموجب الفصل السابع لتطبيق عقوبات صارمة، معتبرًا أن الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة هما القوة القادرة على تحقيق هذا التغيير دون الحاجة إلى تدخل عسكري أجنبي أو مساعدات مالية. وأكد أن إيران ديمقراطية وعلمانية وخالية من الأسلحة النووية، كما ورد في خطة السيدة رجوي ذات العشر نقاط، هي الهدف الاستراتيجي الذي يجب دعمه.
في السياق نفسه، حذر صفوي من أن سياسة التساهل مع النظام الإيراني أثبتت فشلها، داعيًا المجتمع الدولي إلى التخلي عن هذا النهج والتركيز على دعم الشعب الإيراني كبديل استراتيجي. وأبرز أن النظام يواصل تطوير قدراته النووية سرًا، مستندًا إلى تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أشارت إلى قيود مستمرة على مراقبيها وعدم تعاون طهران. واعتبر أن هذا الوضع يستدعي ردًا دوليًا فوريًا لمنع إيران من تحقيق طموحاتها النووية التي تهدد الاستقرار الإقليمي.
كما أشار إلى أن دعم النظام للجماعات المسلحة، مثل حزب الله في لبنان، يعزز من تهديداته، مشيرًا إلى أن نزع السلاح عن هذه الجماعات يتطلب ضغوطًا اقتصادية وسياسية موحدة. وأكد أن الضربات العسكرية الأخيرة على مواقع مثل فوردو ونطنز وإصفهان في يونيو 2025 لم تثن النظام عن عزمه، حيث أعلن المسؤولون الإيرانيون عن نية إعادة البناء، مما يبرز الحاجة إلى استراتيجية شاملة لمواجهة هذا التحدي.
وفي ختام تصريحاته، دعا صفوي إلى الاعتراف بحق الشعب الإيراني في اسقاط النظام، معتبرًا أن هذا الخيار الثالث—الذي يرفض الحرب والتساهل—هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن. وأكد أن الاستثمار في المقاومة الإيرانية، بدلاً من تمكين المضطهدين، سيؤدي إلى إيران جديدة تكون نموذجًا للديمقراطية في المنطقة. وختم بطلب عاجل للمجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات حاسمة لوقف التهديدات النووية والإرهابية الناشئة من طهران.
يأتي هذا البيان في وقت تشهد فيه المنطقة تصاعدًا في التوترات، حيث تسعى الحكومة اللبنانية لتنفيذ خطة نزع سلاح حزب الله وسط معارضة صريحة من النظام الإيراني. وأشار صفوي إلى أن هذه الخطوة تعكس تحولًا استراتيجيًا في السياسة اللبنانية، معتبرًا أن نجاحها سيؤثر على استقرار المنطقة بأسرها. ودعا إلى دعم المبادرات الدولية التي تهدف إلى تعزيز السيادة الوطنية في الدول المجاورة، مشيرًا إلى أن تجربة لبنان يمكن أن تكون نموذجًا لمواجهة النفوذ الإيراني.
كما حذر من أن استمرار النظام في تعطيل المفاوضات النووية يعزز من عزلته الدولية، لكنه أكد أن هذا العزل لن يكون كافيًا بدون دعم فعلي للشعب الإيراني. واستشهد بأرقام صادمة، مثل تكلفة البرنامج النووي التي تتجاوز 2 تريليون دولار، مما أدى إلى تدهور أوضاع الملايين من الإيرانيين الذين يعانون الفقر والجوع. ودعا إلى عقد مؤتمرات دولية لمناقشة هذه القضايا، معتبرًا أن الوقت حان لاتخاذ موقف حازم ضد النظام.
وفي الوقت نفسه، أبرز صفوي دور المقاومة الإيرانية في كشف المواقع النووية السرية، مثل الكشف عن “خطة الكوير”، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تثبت أهمية الشعب كشريك استراتيجي. وأضاف أن تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية سيساهم في تقليص قدراته اللوجستية والمالية، مما يدعم الجهود الرامية إلى نزع السلاح عن الوكلاء الإيرانيين في المنطقة.
وختم صفوي بتأكيد أن الخيار الثالث المقترح من السيدة رجوي يمثل رؤية مستقبلية تعكس إرادة الشعب الإيراني، داعيًا إلى تعزيز الشراكات مع المجتمع الدولي لدعم هذا التحول. وأعرب عن أمله في أن يشكل هذا البيان نقطة تحول للتعامل مع التهديدات الناشئة من طهران، معتبرًا أن الصمت الدولي أمام هذه الأزمة لم يعد خيارًا مقبولًا.