عقب إستيلاء قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بين مصر و ليبيا و تشاد مصدر أمني رفيع المستوى للزمان مصر لن تسمح بإختراق الحدود المصرية و الإمارات تتوسط بين مصر و قوات الدعم السريع
كشف مصدر أمني رفيع المستوى للزمان أن مصر وجهت تهديد شديد اللهجة إلى قوات الدعم السريع برئاسة حميدتي بأن مصر لن تتهاون مع أي محاولة تقوم بها قوات الدعم السريع لإختراق الحدود المصرية لأن ذلك بمثابة خط أحمر و أضاف المصدر أن مصر إتخذت إجراءات أمنية لتأمين حدودها الجنوبية لمواجهة أي محاولة لإقتحام حدودها الجنوبية من قبل ميليشيات الدعم السريع.
و في هذا الإطار إستقبل وزير الدفاع المصري صدام حفتر نجل المشير خليفه حفتر و الذي يعد أهم حلفاء مصر في الملف الليبي بعد أن لاحظت. مصر توجهات صدام حفتر الأحادية دون التنسيق مع مصر و أوضح المصدر أنه تم الإتفاق على إعادة التنسيق بين الطرفين لمواجهة التحديات التي تواجه الأمن القومي المصري و الليبي خاصة في ظل المحاولات التي تقوم بها ميليشيات الدعم السريع لتهديد الحدود الجنوبية بعد إستيلائها على المثلث الحدودي بين مصر و ليبيا و تشاد و ما يمكن أن يترتب على هذا من تسلل عناصر إرهابية يمكن أن تشكل تهديدا للأمن القومي للبلدين.
يأتي هذا في الوقت الذي كشف فيه مصدر دبلوماسي رفيع المستوى عن تدخل الإمارات لتطويق الخلاف بين مصر و قوات الدعم السريع و التي تعد الإمارات أكبر داعم له و كانت العلاقات بين مصر و الإمارات و التي تعد أكبر الدول إستثمارات الإقتصاد المصري قد شهدت أزمة مكتومة بسبب دعم الإمارات لقوات الدعم السريع بينما تدعم مصر قوات الجيش الوطني السوداني بصورة مباشرة عبر شاحنات الأسلحة أو عبر التدخل مباشر غير معلن لعدم إستنفاذ شريك مصر الإقتصادي الإمارات العربية المتحدة.
في السياق ذاته كشفت مصادر مطلعة للزمان أن تغيير لهجه حميدتي تجاه مصر في خطابه الأخير و دعوته للتعاون معها لحفظ الحدود بين عمليات التهريب و الهجرة غير الشرعية و تأكيده أنه لن يقدم على تهديد حدودها جاء نتاجا للهجة الحازمة التي إتخذتها مصر تجاه حميدتي بعد إستيلائه على المثلث الحدودي و ضغوط حلفاء حميدتي و على رأسهم الإمارات فيما إعتبر المحلل السياسي السوداني خالد التجاني أن تصريحات حميدتي التصالحية تجاه مصر لا تعكس موقفا ذاتيا أو مستقرا بل هو إمتداد لمواقف الجهات الخارجية الداعمة له و أضاف أن إقتراب قوات الدعم السريع من المثلث الحدودي يأتي في ظل حاجته المسلحة إلى الوصول إلى هذا المعبر الإستراتيجي بعد تعرض طرف الإمداد القادم من تشاد لضربات موجعة من الجيش السوداني مما دفع السريع إلى البحث عن بدائل آمنة للتموين.
من جهته رأى مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير صلاح حليمه أن تحركات الدعم السريع قرب المثلث الحدودي هو محاوله دعائية لإظهار مكاسب ميدانية بعد تراجعها أمام تقدم قوات الجيش السوداني و أوضح أن ما قامت به قوات الدعم السريع لا يعد تهديدا للحدود المصرية لأن تلك القوات لم تدخل تلك الحدود بل إقتربت منها و حذر حليمه من أن توجهات الدعم السريع لا تحظى بأي دعم دولي أو إقليمي لأنها تهدف إلى إنشاء حكومة موازية تهدد وحدة السودان و سلامته.
مصطفى عمارة