منتخب سوريا والروح الجديدة

0

 

على الرغم من أن المنتخب المغربي لكرة القدم يعد حاليا أفضل المنتخبات العربية على الإطلاق في المرحلة الحالية إلا أن المنتخب السوري على ضعف إمكانياته في ظل الظروف التي مرت بها سوريا خلال السنوات الماضية من فساد واستبداد حيث زوج بآلاف السوريين في سجون صيدنايا إلا أن المنتخب السوري قاتل بشراسة على كل كرة ولم يستطع المنتخب المغربي أن ينتصر عليه إلا في الأوقات الأخيرة من المباراة بعد أن حاز على إعجاب وتقدير آلاف المشاهدين الذين شاهدوا المباراة ولاشك أن تلك الروح القتالية التي أدى بها المنتخب السوري المباراة لم تأتي من فراغ لكنها تعكس روح الانتماء الذي تعيشه سوريا حاليا بعد إزاحة نظام بشار الأسد وشعور الشعب السوري بأدميته وحريته فعاد آلاف السوريين الذين هاجروا إلى الخارج إلى وطنهم لبناء سوريا الجديدة في الوقت الذي عجز فيه المنتخب المصري والذي يمتلك إمكانيات اكبر بكثير من المنتخب المصري في الفوز على المنتخب الأردني غير المرشح لبلوغ الأدوار النهائية بعد أداء مخزي وباهت يعكس ضعف الانتماء لهذا البلد ليس فقط في كرة القدم بل في شتى المجالات بعد أن شعر المواطن المصري بأن هذه البلد ليست بلده بل بلد يسيطر عليها الفاسدون من أصحاب السوابق كالعرجاني ونخنوخ وغيرهم وعلى سبيل المثال لا الحصر فلقد تم بيع الأراضي والمؤسسات التي بناها الشعب بالعرق والدم إلى دول أخرى وعلى رأسها الامارات التي أصبحت راس حربة لإسرائيل في المنطقة وهو الأمر الذي أثار مخاوف الرأي العام في أن يسيطر اليهود على مقدرات مصر والتعليم أصبح يقود شخص مشكوك في مؤهله وكان طبيعيا أن تنتشر في المدارس الجرائم والدعارة رغم خطورة هذا المجال الذي أصبح يتخرج منه اللصوص بدلا من العلماء أما مجال الصحة فانتشرت فيه جرائم تجارة الأعضاء البشرية واصبحنا نرى فيه الطبيب التاجر بدلا من الطبيب العالم وبالطبع لم يكن مجال الرياضة أفضل من المجالات السابقة ولا أبالغ إن قلت إن مصر الان تمر بأدق مراحلها في ظل تلك الأوضاع المذرية التي يمر بها الوطن وحتى تستعيد مصر كرامتها وهيبتها فإننا نحتاج إلى وقفة مع النفس لإعادة بناء الإنسان على القيم التي نشأنا عليها حتى تعود مصر رائدة للمنطقة العربية والعالم الإسلامي بعيدا عن لغة البيانات التي يتشدق أبواق النفاق وبدون ذلك فإن الانهيار قادم لا محالة أن آجلا ام عاجلا وسنواجه مرة أخرى ثورة تختلف عن سابقتها لأنها ثورة الجياع والمظلومين الذين سيدمرون أمامهم كل شيئ في وقت لم ينفع فيه الندم ولن تجدي فيه الدموع .

مصطفى عمارة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم