بيت جن وحرية الإنسان العربي

0

 

وسط الظلام الدامس الذي تعيشه الأمة العربية وحالة الخنوع والمهانة لدى الأنظمة العربية في مواجهة العدو الصهيوني برز شعاع الأمل من جديد في قرية صغيرة تسمى بيت جن أرادت القوات الإسرائيلية استباحة أرضها فتصدى لهم عدد من شباب القرية لا يملكون الدبابات أو الطائرات التي تملكها بل يملكون إيمان بالله وإرادة ثقل الحديد استطاعوا بها أن يلقنوا الجيش الإسرائيلي درسا لن ينسوه ويثبتوا للعالم أجمع أن العالم العربي لم يمت بعد فلا يزال هناك شباب مؤمن بربه لا يهاب الموت بل يسعى للشهادة ولم يكن هذا الصمود الأسطوري محض مفاجأة بل كان نتيجة طبيعية للإنسان السوري الذي شعر بأدميته بعد أن أطاح بهذا النظام المجرم الذي قتل الآلاف من أبناء الشعب السوري واستباح أعراضهم ولاشك أن ما حدث هو درس لكل الأنظمة والشعوب العربية أن الإنسان العربي عندما يحصل على حريته وأدميته قادر على القتال والإنتاج إذا شعر بحريته وأدميته وللأسف فإن الأنظمة العربية لم تستوعب هذا الدرس لأنها لا زالت تعتقد أن بقاءها في السلطة مرهون بمدى رضى التي نصبتهم في مراكزهم ففسدوا في الأرض ونهبوا وعندما جاء أمر الله وانتفضت شعوبهم لم تنفعهم تلك الدول التي نصبتهم لتحقيق أجندتها الخاصة ولاشك أن المؤامرة الصهيونية على العالم العربي والإسلامي بصفة عامة ومصر وسوريا بصفة خاصة باعتبارهما جناحا الأمة العربية وصمام أمن لها يتطلب من النظامين بصفة عامة والنظام المصري بصفة خاصة إعادة ترتيب الأوراق والمواقف لأن الوضع الحالي لا يحتمل الانتظار فلابد من عودة مصر إلى سوريا بأسرع وقت فسوريا لا تقل عن فلسطين بالنسبة للأمن القومي المصري والعربي وكم اتمنى أن يتخلى النظام المصري عن عقدة الإخوان والتنظيمات الإسلامية كما حدث مع تركيا التي احتضنت منذ فترة قنوات الإخوان أو مع حماس الذي تطلبت حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة عودتها إلى مصر وعلينا أن نتذكر أن الغزو الصليبي والتتاري على المشرق العربي لم يكن ليتحقق إلا بوحدة مصر وسوريا وعلى أبناء الشعبين المصري والسوري عليهم أن يضعا يديهما معا لبناء مصر وسوريا فرغم الانفصال السياسي الذي حدث عقب انفصال مصر وسوريا عن مصر عام 1961 فسوف تظل سوريا دائما في قلب كل مصري وسوف يظل كل مصري دائما في قلب سوريا لأن الوحدة لم يصنعها أي حاكم مصري أو سوري بل صنعها الله لتكون البلدين معا حصنا للدفاع عن أمتنا العربية والإسلامية عاشت مصر وسوريا معا رام انف الحاقدين والمتأمرين .

مصطفى عمارة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم