الحملة الظالمة على السوريين

0

 

ارتبطت مصر بسوريا منذ فجر التاريخ جعلت البلدين بلدا واحدا تربطهم وشائج الدين والتاريخ واللغة والمصير المشترك فما يحدث في مصر يتردد صداه في القاهرة والعكس صحيح ومن خلال تلك الروابط الوثيقة خاضت الدولتين معارك مشتركة في مواجهة أطماع الغزو الصليبي والتتاري وحديثا خاضت الدولتان معركة قناة السويس ضد قوى العدوان الثلاثي ولم يقتصر الأمر على المعارك العسكرية بل امتد الأمر إلى مقاومة الظلم والاستبداد التي صنعها الاستعمار ضد النظام الاستبدادي في دمشق والذي قاده آل الأسد والذي قتل الآلاف من أبناء الشعب السوري في سجون صيدنايا والذي سوف يظل التاريخ يشهد ببشاعته أو بآلاف الشهداء الذين سقطوا في حماه وحمص وعدد من المدن السورية الأخرى بمدافع المجرم حافظ الأسد وعندما سقط نظام بشار الأسد بعد الانتفاضة التي قادها احمد الشرع احتفلت طوائف الشعب السوري في كافة الدول التي هاجروا إليها بسقوط نظام بشار الأسد المجرم وكان طبيعيا أن تكون مصر أولى الدول التي عبر فيها الشباب السوري الذي أمضى سنوات مع إخوانهم في مصر في إقامة العديد من المشروعات التي ساهمت إلى حد كبير في بناء ورقي المجتمع المصري إلا أن المفاجأة كانت في اعتقال عدد من أبناء الشعب السوري بدعوى تأييد نظام له توجهات إسلامية ويبدوا أن النظام المصري لا زال متأثرا بتجربة الاخوان ولست مخولا بتقييم توجهات الرئيس الجديد لأن هذه مسئولية الشعب السوري وكنت اتمنى ان تكون مصر أولى الدول التي ترسل وفدا إلى دمشق لتقييم هذا النظام والوقوف بجانب سوريا في تلك اللحظة التاريخية بدلا من ترك الساحة خاوية لدول لا تربطها بسوريا سوى الأجندات الخاصة حتى لا نكرر خطأ ترك الساحة للنظام الإيراني ولم اكن أطالب بإعادة العلاقات الكاملة مع أول زيارة ولكنني طالبت بالوقوف مع سوريا كدولة لأن ما يربط مصر بسوريا اقوى من اي روابط اخرى ولكن للاسف نبري النظام وأجهزته في مهاجمة النظام السوري وامتد الهجوم إلى السوريين المقيمين بمصر مطالبين بترحيلهم دون ذنب اقترفوه ويشهد الله أن السوريين طوال إقامتهم في مصر كانوا مثال يحتذى به في الأخلاقيات الحميدة فلم يتدخلوا في الشئون الداخلية لمصر حتى النظام السوري السابق الذين فروا منه لم يهاجموه لأنهم جاءوا لهدف واحد وهو السعي من أجل الحصول على رزقهم دون التدخل بالسياسة إلا أن النظام وألته الإعلامية وتحالف الدول التي لا تريد الخير لمصر أو سوريا استمرت حملاتهم الظالمة ضد رعايا إخواننا السوريين ومطالبة النظام السوري بترحيلهم رغم أن هذا يتنافى مع الإخوة التي ربطت بيننا عبر التاريخ فالسوريين لم يكونوا أبدا مسئولين عن الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعاني منها مصر ولكن المسئولية تقع في المقام الأول على الفاسدين الذين نهبوا ثروات مصر وعلى رأسهم العرجاني ونخنوخ وغيرهم أو في تبديد ثروات في مصر في مشروعات فاشلة لم يستفيد منها سوى الطبقة الثرية بينما يعاني غالبية الشعب من أزمة اقتصادية طاحنة جعلتهم يعيشون إلى أدنى من حد الكفاف حيث ارتفعت الديون إلى أكثر من 21 مليار دولار كما أن ما يحدث حاليا يتنافى مع أبسط تعاليم الإسلام التي جعلت نصرة المظلوم والمحتاج والمحروم واجب مقدس ولتكن لنا عبرة في صحابة رسول الله حيث استضاف الأنصار المهاجرين ووصل الأمر إلى أن الرجل كان يتنازل لأخوه من المهاجرين عن زوجته كما دعا الله في كتابه الحكيم إلى السعي في الأرض من أجل الرزق عندما قال فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه دون تحديد أن هذه الأرض ملك لمصر أو سوريا لأنها أرض الله ، أنني أدعوا الرئيس السيسي والذي وقف يوم ما في احتفالية بالإمارات وطالب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بدعم سوريا عندما تعرضت سوريا للزلزال وان يفصل بين خلافه مع النظام السوري بمصالح الشعب السوري والذي كان ولا زال وسوف يظل دائما اخ للشعب المصري وسوف تظل مصر وسوريا دائما تربطهم دائما وشائج الحب والأخوة رغم انف الحاقدين .

مصطفى عمارة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم