إعلان شرم الشيخ للسلام يحرج طهران… والنظام الإيراني يردّ بالمشانق
في الوقت الذي رحّب فيه قادة العالم بـ إعلان شرم الشيخ التاريخي للسلام والرفاه المستدام، والذي دعا إلى إنهاء الحروب والتطرف في الشرق الأوسط، جاء ردّ طهران سريعاً وصادماً: أكثر من ألف إعدام في عام واحد، بحسب تقارير أممية، في محاولة من النظام الإيراني لفرض سياسة الرعب داخل البلاد بعد اتساع عزلته الدولية.
مشانق في الداخل… وبنادق في الخارج
ووفقاً لتقرير شبكة “فوكس نيوز” بتاريخ 17 تشرين الأول/أكتوبر 2025، أعدم النظام الإيراني أكثر من 1000 شخص منذ بداية العام، بمعدل تسعة إعدامات يومياً، وهو رقم وُصف من قبل المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بأنه “ارتفاعٌ غير مسبوق ومروع”.
بالتوازي، أعلن نحو 1500 سجين محكوم بالإعدام، بينهم 17 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، إضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجن قزلحصار، احتجاجاً على “المجازر اليومية” كما وصفوها في بيانٍ نُشر عبر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
رجوي: لا سلام مع المشانق
الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي حذّرت في تصريحٍ خاص من “كارثةٍ إنسانيةٍ متسارعة في إيران”، مؤكدةً أن “الملالي يستخدمون الإعدام كوسيلة للبقاء في السلطة”.
وقالت:
“نطالب الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، والاتحاد الأوروبي بالتحرك العاجل لإنهاء هذه الجرائم. لا يمكن أن يتحقق السلام بينما تُنصب المشانق في كلّ مدينة”.
دولت نوروزي: النظام يلفظ أنفاسه الأخيرة
في مؤتمرٍ دولي أقيم في لندن في 11 تشرين الأول، أي قبل قمة شرم الشيخ بيوم واحد، قالت دولت نوروزي، ممثلة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في بريطانيا:
“النظام الإيراني يعلم أنه يعيش ساعاته الأخيرة، لذلك يلجأ إلى الإعدامات الجماعية والاعتقالات والتعذيب لترهيب الشعب ومنع الانتفاضة”.
وأضافت أنّ “كلّ هذه الأحكام الجائرة تُصدر باسم القضاء، لكنها في الحقيقة أوامر سياسية من خامنئي شخصياً لإبقاء المجتمع في حالة خوفٍ دائم”.
تزامن لافت بين شرم الشيخ ولندن
تزامن انعقاد مؤتمر لندن ضد الإعدامات مع إعلان شرم الشيخ للسلام، ليكشف مفارقة صارخة بين نهجين متناقضين:
من جهة، العالم يدعو إلى شرق أوسط جديد يسوده السلام والتعايش،
ومن جهة أخرى، نظامٌ ديني في طهران يردّ بالإرهاب والدماء.
ويرى مراقبون أنّ البيان الختامي لشرم الشيخ، الذي دعا إلى مكافحة التطرف وحماية كرامة الإنسان، وجّه رسالةً غير مباشرة إلى النظام الإيراني الذي يُعدّ المصدر الأول لعدم الاستقرار في المنطقة، عبر ميليشياته في سوريا، لبنان، اليمن، والعراق.
العزلة تتعمق… والمقاومة تتصاعد
مصادر في المعارضة الإيرانية أكدت لـ “إيلاف” أن “الملالي اليوم في عزلة سياسية غير مسبوقة”.
وأضافت: “كلّما ازدادت ضغوط المجتمع الدولي، لجأ خامنئي إلى التصعيد الداخلي، لكن هذا لن يغيّر حقيقة أن الشعب الإيراني قرر المضي في طريق الحرية”.
المحللون يرون أن ما يجري في طهران “ليس مجرد انتهاكٍ لحقوق الإنسان، بل تعبير عن مأزقٍ استراتيجيٍّ لنظامٍ فقد شرعيته في الداخل والخارج”.
خاتمة
وبينما وقّع قادة العالم في شرم الشيخ على وثيقةٍ تُبشر بعصرٍ جديدٍ من السلام، يواصل النظام الإيراني تحدي الإرادة الدولية بالمشانق والرصاص.
سلام الشرق الأوسط، كما تقول مريم رجوي، “لن يولد إلا حين يُقطع رأس الأفعى في طهران، وتُفتح أبواب إيران على الحرية والديمقراطية”.