أزمة داخل أروقة الصحة.. انتقادات حادة لتصرفات مساعد الوزير محمد الطيب أثناء زيارته للقطاع الصحي بكفر الشيخ والغربية والدقهلية ومعارك داخلية تثير البلبلة بالمحافظات
كتب- محمد نصار
شهدت وزارة الصحة خلال الفترة الأخيرة حالة من الجدل والاحتقان الداخلي بعد تصاعد الانتقادات الموجهة إلى مساعد وزير الصحة الدكتور محمد الطيب، على خلفية ما وصفه مسؤولون بالمحافظات بأنه تدخلات غير مبررة وزيارات مثيرة للجدل تسببت في بلبلة داخل القطاع الصحي وأزمات إدارية متلاحقة.
وأكدت مصادر داخل الوزارة أن الدكتور محمد الطيب قام خلال الأسابيع الماضية بزيارة عدد من المستشفيات بالمحافظات، سبق أن زارها نواب آخرون لوزير الصحة وأشادوا بأدائها وكفاءتها التنظيمية، إلا أن الطيب – بحسب المصادر – وجه انتقادات حادة لإدارات تلك المستشفيات وأبدى ملاحظات سلبية تتعارض مع تقارير سابقة صدرت عن قيادات عليا في الوزارة.
هذا التضارب في المواقف، وفق مراقبين، خلق انقسامًا داخل صفوف قيادات الوزارة بالمحافظات وأدى إلى حالة من الارتباك بين مديري المستشفيات ومسؤولي المديريات الصحية.
ويرى بعض المتابعين أن الزيارات المفاجئة التي يقوم بها الطيب تحمل في طياتها طابعًا تصعيديًا وشخصيًا أكثر من كونها تهدف إلى تطوير المنظومة الصحية، خاصة في ظل تناقض تصريحاته مع تقارير نواب الوزير الآخرين الذين أثنوا على نفس المنشآت الصحية.
وأكد عدد من قيادات الصحة بالمحافظات أن هذه التصرفات تسببت في أزمات حقيقية داخل الإدارات الصحية، وأثرت سلبًا على استقرار المنظومة، خصوصًا مع انتشار الشائعات حول نية الوزارة إجراء تغييرات إدارية بناءً على تلك الزيارات المثيرة للجدل.
في المقابل، طالب خبراء في الإدارة الصحية بضرورة إعادة ضبط آليات التواصل والتنسيق بين قيادات وزارة الصحة، وعدم ترك الساحة للصراعات الشخصية أو تضارب القرارات، مؤكدين أن ما يحدث من تضاد في المواقف بين القيادات العليا ينعكس سلبًا على كفاءة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، ويؤدي إلى فقدان الثقة في الجهاز الإداري.
واختتمت المصادر بتأكيدها أن المرحلة الراهنة تتطلب تعاونًا وتكاملًا داخل الوزارة بدلاً من التناحر، خاصة في ظل التحديات التي تواجه المنظومة الصحية من نقص كوادر ومعدات وضغوط ميدانية متزايدة.
