مع استمرار عرقلة إسرائيل إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، قيادي بحركة حماس للزمان: إسرائيل حولت غزة إلى معسكر اعتقال كبير، ولن نعود للمفاوضات دون إدخال 250 شاحنة يوميًا إلى القطاع
.
على الرغم من نجاح مصر في إدخال شاحنات مساعدات غذائية ووقود إلى قطاع غزة، إلا أن مصدرًا أمنيًا رفيع المستوى كشف للزمان أن المساعدات التي وصلت إلى الجوعى والمحتاجين في قطاع غزة ليست بالمستوى المطلوب حتى الآن، بسبب العراقيل التي تضعها إسرائيل على وصول تلك المساعدات وإطلاق النار على الأهالي الذين يتجمعون على مراكز توزيع المساعدات. وفي ظل العراقيل التي تضعها إسرائيل، أكد أسامة حمدان القيادي بحركة حماس في اتصال أجريناه معه أن حماس لن تعود للمفاوضات إلا إذا سمحت إسرائيل بدخول 250 شاحنة يوميًا إلى القطاع، وأضاف أن إسرائيل حولت قطاع غزة إلى سجن كبير، متهمًا إسرائيل بممارسة هندسة التجويع وتصعيدها كل صنوف الإبادة ضد أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع أمام مرأى ومسمع العالم. فيما حذر الشيخ أبو سلمان المغني، رئيس اللجنة العليا لشؤون عشائر وقبائل قطاع غزة، في اتصال هاتفي معه، أن اللجنة الأمريكية لتوزيع المساعدات أصبحت مصيدة لاستهداف الشباب الفلسطينيين، وأضاف أن اللجنة عندما تقوم بتوزيع المساعدات تقتل من ثمانين إلى تسعين شابًا، ووصل عددهم مؤخرًا إلى مئة وعشرين شابًا، ودعا الشيخ أبو سلمان إلى العمل من خلال المؤسسات الدولية المانحة التي تقوم بعملها في قطاع غزة وتوزيع الإعانات على أبناء غزة. تعليقًا على تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي ويتكوف بأن قطاع غزة لا يعاني من المجاعة، أكد الشيخ المغني أنه يتحدى ويتكوف أن يبقى في قطاع غزة ربع ساعة نظرًا للمجاعة التي يعاني منها القطاع، مؤكدًا أن الظروف الحالية تحتم إنهاء الخلافات بين حماس وفتح لمواجهة حرب الإبادة التي تُشن ضد الشعب الفلسطيني. في السياق ذاته، حذر أمجد الشوا، المدير التنفيذي لشبكة المنظمات الأهلية في غزة، من دخول قطاع غزة في مجاعة شاملة تهدد أكثر من مليوني إنسان، في ظل انهيار غير مسبوق في النظام الغذائي والصحي، واستمرار الحصار الإسرائيلي، وتباطؤ إدخال المساعدات، وأضاف أن أكثر من مئتي حالة تصل إلى مستشفيات غزة نتيجة الإعياء وسوء التغذية، خاصة بالنسبة للعجائز والأطفال. فيما اعتبر الدكتور إيمان سلامة، أستاذ القانون الدولي، أن سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين تعد مخالفة صريحة للقانون الدولي، تحتم على مجلس الأمن والمنظمات الدولية اتخاذ قرار من قبل المحكمة الجنائية الدولية بإصدار قرار باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو وتطبيقه على أرض الواقع، إلا أن الصمت الدولي على جرائم نتنياهو سوف يفجر موجة غضب لدى الشعوب الأوروبية لمطالبتهم حكوماتهم بالتحرك لوقف جرائم إسرائيل. وتوقع اللواء سمير فرج، الخبير العسكري، أن لا تُشكل صورة الرهائن الجوع لدى حماس ضغطًا كبيرًا على نتنياهو، لافتًا إلى أن ضغوط الشارع الإسرائيلي سوف تكون أكبر عليه للعودة إلى طاولة المفاوضات لإنهاء الحرب والإفراج عن الرهائن.
مصطفى عمارة.