مصر تطلب تفسيراً واضحاً لتصريحات خليل الحية ورئيس منتدى الشرق الأوسط: أزمة حماس وراء التصريحات
أثارت تصريحات خليل الحية، القيادي في حركة حماس، التي انتقد فيها الموقف المصري من الحصار المفروض على قطاع غزة، ردود فعل غاضبة في القاهرة.
ورغم عدم صدور تصريح رسمي من الجهات السياسية، إلا أن مصدرًا دبلوماسيًا رفيع المستوى أكد لـ”الزمان” أن موقف مصر الداعم للقضية الفلسطينية لن يتغير، لأنها قضية أمن قومي. وأضاف أن مصر ستظل داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة ورفع الحصار عنه.
وأبدى ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات والمعبر عن الموقف الرسمي المصري، استغرابه من تصريحات الحية، مؤكدًا أن موقف حماس في هذه المرحلة الحرجة يتناقض مع تلك التصريحات، حيث أشاد قادة الحركة مرارًا بالموقف المصري الرافض لتهجير الفلسطينيين والداعم للقضية الفلسطينية في المفاوضات الجارية.
وقال رشوان: “نحن ننتظر ردًا رسميًا من قادة حماس على تلك التصريحات. وإذا لم يصدر هذا الرد، فسوف نعتبر تلك التصريحات معبرة عن الموقف الرسمي للحركة تجاه مصر”.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر أمني رفيع المستوى، رفض ذكر اسمه، أن مصر منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك كانت حريصة على دعم الشعب الفلسطيني والمقاومة، مشيرًا إلى وجود نحو 1300 نفق بين سيناء وقطاع غزة، كانت تُستخدم لتهريب الغذاء وأحيانًا السلاح.
وأضاف المصدر أن إسرائيل قدمت آنذاك شكوى إلى الولايات المتحدة، وكان رد مصر حاسمًا، حيث أعلن مبارك صراحة: “لن نجوع الشعب الفلسطيني”، موضحًا أن قضية تهريب السلاح شأن داخلي بين مصر وحماس يتم التعامل معه أمنيًا.
وعقب ثورة 30 يونيو وتولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، أغلقت مصر معظم تلك الأنفاق، ولم يتبقَ منها إلا عدد محدود تحت السيطرة الأمنية، وذلك لمنع تهريب السلاح والمخدرات والعناصر الإرهابية، وليس بهدف حصار الفلسطينيين.
وأشار المصدر إلى أنه بعد سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، لم يعد من الممكن إرسال المساعدات عبره بشكل مباشر، رغم استمرار مصر في استقبال الجرحى الفلسطينيين في مستشفياتها وإرسال المعونات الإنسانية كلما أتيحت الفرصة.
من جانبه، أكد الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات، أن تصريحات قادة حماس تأتي في سياق المناورة، بعد أن ضاقت الخيارات أمامهم مع قرب انتهاء الحرب، والدخول في المرحلة الثانية لإدارة القطاع.
وأضاف أن هناك مطالبات بتخلي حماس عن إدارة غزة وتسليم سلاحها، مشددًا على أن تلك التصريحات لن تؤثر في موقف مصر الثابت تجاه دعم الشعب الفلسطيني.
واتهم الدكتور غطاس حماس بتنسيق سابق مع إسرائيل في بعض الملفات، مشيرًا إلى أنها كانت تتلقى 15 مليون دولار شهريًا من إسرائيل عبر قطر، قبل عملية “طوفان الأقصى”.
ورداً على هذه التصريحات، قال خليل الحية في اتصال هاتفي مع “الزمان”: “نطالب مصر، بجيشها وشعبها وحكومتها وأزهرها، باتخاذ موقف حاسم لكسر الحصار المفروض على قطاع غزة، التي لا تبعد سوى أمتار عن الحدود المصرية”.
وأضاف أن حماس لن تعود إلى طاولة المفاوضات إلا إذا تم إدخال المساعدات وإيصالها بشكل كريم إلى الشعب الفلسطيني عبر معبر رفح، موضحًا أن إنزال المساعدات بالمظلات ليس خطوة عملية، حيث إن ما وصل عبر الإنزال الجوي خلال الفترة الماضية يُعد قليلًا، وكل خمس عمليات إنزال توازي شاحنة صغيرة فقط.
مصطفى عمارة.