انتفاضة الشعب السوري وأوهام التطبيع
تابعت بكل فخر وإعجاب انتفاضة الشعب السوري ضد مخططات العميل الإسرائيلي الهنجري والذي لا يمثل الدروز أو الشعب السوري بل ينفذ مخطط إسرائيلي لفصل منطقة الدروز عن الوطن الأم وأثبت الشعب السوري بكافة طوائفه وعشائره أن سوريا كانت ولا زالت وستبقى دائما قلب العروبة النابض المدافع عن كرامة أمتنا وأرضها والرافض لكل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني وتمنيت وانا أرى مسيرات الشعب السوري الداعية للجهاد أن أكون وسط تلك الحشود أدافع عن أرضنا واستشهد على تلك الأرض الطاهرة التي كانت دائما مقبرة للغزاه ولكنني اعلم أن لكل إنسان رسالة يؤديها لخدمة دينه ووطنه وأمته ولقد اخترت مجال الإعلام كرسالة لخدمة قضايا أمتنا العربية والإسلامية ورغم سعادتي بتلك الانتفاضة بقدر حسرتي على موقف أمتنا وعلى رأسها وطني مصر التي ربطتها بسوريا عبر التاريخ وحدة مصير ونضال ضد كل أشكال الاستعمار والطغيان واستطاعت مصر وسوريا أن تتصدى منذ فجر التاريخ لجحافل الهكسوس والغزو الصليبي والتتاري كما اختلط الدم السوري والمصري للدفاع عن أرض فلسطين ولكن للاسف تأثر النظام المصري في علاقاته مع سوريا بتوجهات النظام الجديد وكنت أتمنى أن تكون مصر في طليعة البلدان العربية التي ترسل وفد إلى دمشق لمعرفة توجهات النظام الجديد وإزالة أي خلافات يمكن أن تنشأ مع مقدم النظام الجديد لأن سوريا ليست بشار أو الشرع بل هي جزء من مصر ربطت الدولتان وحدة رسمية في عهد عبد الناصر تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة ورغم الانفصال السياسي فلا زالت مصر وسوريا بلدا واحدا فما وصله الله لا يمكن أن ينقطع وللأسف فإن القطيعة بين البلدين انعسكت أيضا على الشعبين فشددت الإجراءات ضد السوريين في مصر لدفعهم إلى مغادرة وطنهم الثاني بدلا من الوقوف معهم في تلك المحنة وظهرت المنشورات المشبوهة من عملاء يطالبون بطرد السوريون من مصر ولاشك أن تلك الإجراءات تضرب مفهوم الوحدة بين البلدين في مقتل رغم أن السوريين كان لهم دورا بارزا في نهضة الاقتصاد المصري ولم يكونوا يوما ما عبثا على مصر ، أنني أطالب في تلك الظروف الدقيقة التي تحتاجها سوريا والوطن العربي أن تعيد مصر تقييم موقفها تجاه سوريا والسوريين لانه بدون وحدة البلدين فإن العدو الإسرائيلي وأذناب الاستعمار والصهيونية سينفذون مخططهم في ضرب المنطقة العربية وتقسيمها عاشت مصر وعاشت سوريا دولة واحدة رغم انف الحاقدين والمتأمرين .
مصطفى عمارة