مع تزايد إحتمالات حدوث مواجهة جديدة بين إسرائيل و النظام الإيراني د/ صلاح أبو شريف الأحوازي الأمين العام للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية في حوار خاص للزمان

0

 

– إعادة إيران بعد أنشطتها النووية يحتاج إلى وقت طويل و موارد ضخمة إلا أن النظام الإيراني لن يتراجع عن مشروعه النووي لأنه يراه أداة مصيرية لضمان بقائه في السلطة.
– محاولة النظام الإيراني التقارب مع دولة رئيسية بالمنطقة هو محاولة لكسب الوقت لا تعكس نواياه الحقيقية بل هو محاولة لكسب الوقت لإعادة التموضع لا لتغيير السلوك.

على الرغم من نجاح الولايات المتحدة في فرض وقف إطلاق النار بين إيران و إسرائيل بعد المواجهات الدامية بين الطرفين إستطاعت إسرائيل خلالها من توجيه ضربة موجعة للمنشآت النووية الإيرانية إلا أن خطر حدوث مواجهة جديدة بين الطرفين تزايدت بعد إنسحاب إيران من المباحثات حول الطاقة الذرية الإيرانية و هو الأمر الذي أثار الشكوك حول نوايا النظام الإيراني في صنع القنبلة النووية و في ظل تلك التطورات التي تنذر بعواقب وخيمة أدلى السيد/ صلاح أبو شريف الأحوازي الأمين العام للجبهة الديموقراطية الشعبية الأحوازية و رئيس الهيئة الرئاسية لجبهة الشعوب غير الفارسية المطالبة بحق تقرير المصير في إيران بحوار خاص لجريدة الزمان تناول فيه وجهه نظره إزاء التطورات الراهنة في إيران و فيما يلي نص هذا الحوار :

1- كيف تقيّمون تأثير الضربات الأمريكية والإسرائيلية على القدرات النووية الإيرانية؟

الضربات الأخيرة كانت نوعية وفعّالة، واستهدفت بدقة مراكز استراتيجية في البرنامج النووي الإيراني، منها منشآت نطنز وأصفهان، وكذلك منشأة فوردو المحصنة تحت الأرض، والتي تُعد من أكثر المواقع سرية وحساسية في منظومة التخصيب الإيرانية.
هذه الضربات لم تُلحق فقط ضررًا مباشرًا بالبنية التقنية والتشغيلية للبرنامج، بل وجهت أيضًا رسالة عسكرية وسياسية واضحة مفادها: لن يُسمح لإيران ببلوغ العتبة النووية دون ردع مباشر وقوي.
لقد كانت ضربة مزدوجة: تقنية على الأرض، ونفسية على مستوى النظام الذي بات يشعر أن كل خطوطه الحمراء مكشوفة.

2- ما مدى قدرة إيران على تعويض ما تم تدميره؟

إيران تمتلك بعض الخبرات التي تؤهلها لإعادة بعض الأنشطة، لكن الضرر ليس تقنيًا فحسب، بل استراتيجي؛ فإعادة تأهيل المواقع المتضررة تحتاج إلى وقت طويل، وموارد ضخمة، وبيئة مستقرة، وهذه جميعها مفقودة حاليًا.
كما أن استمرار التهديد بضربات جديدة يجعل من إعادة البناء مغامرة خطرة.
لكن لا شك أن النظام لن يتراجع عن مشروعه النووي، لأنه يراه أداةً مصيرية لضمان بقائه، ويعلم جيدًا أن مشروعه الإمبراطوري مهدد بالزوال إن لم يمتلك القدرة النووية.

3- هل انسحاب إيران من مباحثات الطاقة الذرية مؤشر على اقترابها من إنتاج قنبلة نووية؟

نعم، بلا شك. انسحاب إيران من تلك المباحثات يُعد تحولًا خطيرًا في استراتيجيتها، ويعكس قناعة متزايدة داخل النظام بأن الوقت قد حان للمضي نحو القنبلة النووية.
هذا الانسحاب هو رسالة تحدٍ، ويُعبّر عن عقلية ترى في السلاح النووي “ضمانة بقاء” بعد فشل كافة رهاناتها التفاوضية وتزايد عزلتها الدولية.
ولذلك، فإن أي تهاون أو تراخٍ دولي في مواجهة هذا المسار سيمنح إيران نافذة خطيرة لتغيير موازين القوى في المنطقة بالكامل.

4- هل تعتقدون أن هذه الضربات قد تساهم في إسقاط النظام الإيراني من الداخل؟

الضربات وحدها لا تسقط الأنظمة، لكنها تُسرّع عملية الانهيار إذا ترافق معها ضغط سياسي خارجي، وحراك داخلي منسق.
النظام الإيراني اليوم يواجه أزمة شرعية، وانهيار اقتصادي، وتآكل في الحاضنة الاجتماعية، بالإضافة إلى تصاعد احتجاجات الشعوب غير الفارسية التي باتت تطالب ليس فقط بإسقاط النظام بل بتفكيك الدولة الإيرانية نفسها.

وهذا التهديد الداخلي العميق يمثل أكثر ما يُرعب النظام اليوم، إذ أن صوت الشعوب غير الفارسية بات أعلى من صواريخ إسرائيل وأمريكا، لأنه يُهدد وجود الكيان الإيراني ذاته، وليس فقط حكومته.

5- هل تحاول إيران استعادة مواقعها في سوريا ولبنان؟ وهل تمتلك القدرة على ذلك؟

نعم، إيران تحاول، لكنها تُدرك أن الأرض تغيرت.
هزيمتها في سوريا كانت ضربة موجعة لمشروعها التوسعي، وقد أعادت الثورة السورية تشكيل المعادلات، خاصة مع الدعم العربي المتصاعد والانفتاح الدولي المتجدد على القوى الوطنية.

أما في لبنان، فإن انكشاف حزب الله أمام الداخل اللبناني، وتآكل شرعيته، وتراجع قدرته على فرض المعادلات السياسية، شكل ضربة مباشرة لقلب النفوذ الإيراني.
حزب الله لم يكن مجرد فاعل لبناني، بل كان الأداة الرئيسية لإيران في تمرير أجنداتها في العراق واليمن وسوريا والخليج وحتى إفريقيا وأمريكا اللاتينية.

اليوم، فقدت إيران الكثير من سطوتها، واستنزفت سياسيًا واقتصاديًا، ومشروعها بات مرفوضًا شعبيًا وإقليميًا، ولن تكون قادرة على استعادته إلا بسقوط المنطقة مجددًا، وهو أمر لم يعد ممكنًا.

6- كيف تفسرون محاولة إيران التقارب مع دول المنطقة، خاصة مصر والسعودية؟

هذا التقارب محاولة تكتيكية لا تعكس نوايا صادقة، بل تهدف إلى كسب الوقت وامتصاص الضربات، بعد فشل أدوات النظام في الدول العربية وتراجع نفوذه.
إيران تسعى حاليًا إلى إعادة التموضع، لا تغيير السلوك، وتاريخها شاهد على أن كل تهدئة من جانبها كانت تمهيدًا لمرحلة جديدة من الاختراق والعدوان.

ومشروعها التوسعي قائم على أساس طائفي وأيديولوجي حاقد تجاه العرب والإسلام السنّي تحديدًا، ولا يمكن الوثوق به.
ولذلك، نُحذر بشدة من الانخداع ببوادر التقارب الإيراني، ما لم تكن مشروطة بتغييرات جذرية في السلوك والسياسة

7- ما هي استراتيجيتكم في المرحلة القادمة للتعامل مع النظام الإيراني؟

نحن، في الجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، وضمن تحالفنا مع جبهة الشعوب غير الفارسية، نتحرك وفق استراتيجية ثلاثية المحاور:
• تصعيد العمل الثوري والميداني والسياسي داخل الأحواز، لتقويض الوجود الإيراني وتعميق حالة الإنهاك البنيوي.
• توسيع شبكة التحالفات الدولية والإقليمية، وتكريس القضية الأحوازية على أجندات المنظمات والحكومات، والتأكيد على أن الأحواز ليست عبئًا، بل شريك فاعل في بناء أمن واستقرار وازدهار المنطقة.
• إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية (السياسية، الحقوقية، الإعلامية، الأمنية)، لتمكين شعبنا من قيادة المرحلة القادمة بعقلانية وشرعية وتنظيم وطني ناضج.

هدفنا ليس فقط إسقاط النظام، بل إسقاط الاحتلال وإنهاء قرن من الاضطهاد، واستعادة الدولة الأحوازية المستقلة، على أساس التعايش، والاعتراف المتبادل، والسلام مع شعوب المنطقة.

8- ما هي مطالبكم من الدول العربية، وعلى رأسها مصر، في هذه المرحلة؟

إن الأحواز ليست قضية محلية أو معزولة، بل هي جزء أصيل من الأمن القومي العربي.
هي البوابة الشرقية للعالم العربي، والخط الأول الذي لو لم يُخترق عام 1925، لما تمكنت إيران من التمدد نحو العراق وسوريا ولبنان واليمن والخليج.

ولذلك، فإن تجاهل هذه القضية أسهم، بشكل غير مباشر، في اختراق إيران للنظام العربي.

وفي هذه المرحلة الحساسة، نؤكد على ما يلي:
• نطالب الدول العربية الشقيقة، وعلى رأسها مصر والسعودية، ودول الخليج العربي ، والأردن و الجمهورية العربية السورية ، والمغرب، و دول المغرب العربى كافة بإعادة الاعتبار للقضية الأحوازية ووضعها على طاولة الأولويات السياسية والإعلامية.
• نطالب بـالاعتراف الرسمي بنضال شعبنا، وحقه في تقرير مصيره، واستعادة دولته، وفقًا للمواثيق الدولية.
• نحث على فتح مؤسسات الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي أمام ممثلي الأحواز، وتبني احتضان سياسي و إعلامي رسمي لقضيتنا.
• نحذر من ترك فراغ تمثيلي أحوازي، لأنه بات محط تنافس دولي وإقليمي، وستُملأ الساحة بمن لا يُمثل مصلحة الأمة، بل يعقد صفقات على حسابها.

لقد دعونا مرارًا إلى تحرك عربي منظم، واليوم نقول بوضوح:
إذا استمر الغياب العربي، فستبحث القوى الوطنية الأحوازية عن بدائل دولية وإقليمية لحماية مصالحها وشعبها وهويتها، خاصة في ظل تصاعد تحالفات الشعوب غير الفارسية، وتنامي التنسيق الدولي لمواجهة المشروع الإيراني.
ونؤكد مجددًا:
نحن نمد يدنا لكل أشقائنا العرب، وخصوصًا جمهورية مصر العربية الشقيقة ، والمملكة العربية السعودية، و الجمهورية العربية السورية ، وجميع الدول العربية الشقيقة، للقيام بدورهم التاريخي في حماية الشعب الاحوازي و قضية الأحواز، بوابة العرب الشرقية، وخط دفاعهم الأول أمام سياسات إيران التوسعية.

حاوره / مصطفى عمارة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

الاسطورة تويتر _ الاسطورة الجديد _ العمدة سبورت _ ترددات القنوات _ سعر الدولار اليوم