سلّطت أمسية مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين؛ الضوء على الذكرى الخامسة بعد المائِة لثورة العشرين الكبرى في العراق
سلّطت أمسية مجلس الخميس الثقافي في ديوان هيئة علماء المسلمين؛ الضوء على الذكرى الخامسة بعد المائِة لثورة العشرين الكبرى في العراق، بتوثيق سيرة أحد أبرز أعلامها الشهيد (عبد المجيد كنّه) وأثره في إعلاء سقف الثورة وحمايتها وزيادة زخمها في بغداد، ولا سيّما أنه أول شهيد تعدمه سلطات الاحتلال البريطاني آنذاك بسبب جهاده في ثورة العشرين ومواقفه المناهضة للاحتلال.
وقدّم مسؤول القسم السياسي في الهيئة الدكتور (مثنى حارث الضاري) محاضرة في هذا الشأن، بحضور جمع من أبناء الجالية العراقية وضيوف الهيئة في العاصمة الأردنيّة عمّان، مستعرضًا فيها لمحات من سيرة حياة الشهيد (كنّه) ومناقبه، ومواقفه، وما دوّنه المؤرخون من أحداث تعينه طوال مدة حياته.
وقال الدكتور (الضاري): إن الشهيد عبد المجيد بن حسن آل كنَّه البياتي ولد سنة (1887م) في محلة (الفضل) بالجانب الشرقي من بغداد ودرس في مدارسها ومساجدها الدراسة الأولية، ثم دخل (المدرسة الرشدية العسكرية) وتخرج فيها، وعمل موظفًا في دائرة (العدلية) مدة من الزمن، ثم تركها وتفرغ للعمل الخاص في مجال الزراعة، مضيفًا أنه عُرف بتوجهاته الوطنية منذ وقت مبكر من حياته؛ حيث كانت مرحلة شبابه دالة على روحه الوثابة، وانشغاله الكبير بهموم أمته ووطنه، لكونه نشأ في رحاب وأجواء جامع محلة (الفضل) المعروف، وكان قريبًا من علوم وهمة وتأثير الشيخ (عبد الوهاب النائب) أحد كبار علماء العراق ورجال الإصلاح فيه –رحمه الله-.
وأشار الدكتور (مثنى الضاري) إلى أن (عبد المجيد كنّه) قاوم الإنكليز في الشعيبة بالبصرة سنة (1914م) مشتركًا مع ثوار عشيرته (البيات) في معركة الشعيبة، ثم وشارك بعد سنوات في تأسيس (جمعية حرس الاستقلال) في شهر شباط من سنة (1919م)، التي كان لها أثر بالغ في تنظيم العمل الوطني وقيادته، ومن ثم التمهيد لثورة العشرين وانطلاقتها.
وبيّن مسؤول القسم السياسي؛ أن (كنّه) رحمه الله؛ أسس عند اندلاع ثورة العشرين جماعة خاصة به في بغداد سمّاها (حزب الدفاع) لا تتعارض في منهاجها وأهدافها عن منهاج جمعية الحرس -التي هو من مؤسسيها- وأهدافها، واقتبس في هذا السياق نصوصًا من عدد من المؤرخين قالوا فيها:”وعندما شبت نيران الثورة على الفرات ألَّف -رحمه الله- حزبًا ضم إليه الشبان الذين يُعتمد على وطنيتهم وشجاعتهم، وسن له منهاجًا خاصًا إلا أنه ظل محافظًا على الرابطة السياسية التي تربطه بجمعية الحرس”، مضيفًا أن منهج منهج الجماعة الخاص يظهر من طبيعة الأعمال التي كانت تقوم بها أو تخطط للقيام بها.
وتناولت المحاضرة تفاصيل تتعلق بالأنشطة والعمليات الثورية التي دأب الشهيد (عبد المجيد كنّه) وجماعته على القيام بها، لحين اعتقاله ومحاكمته وإعدامه في شهر (أيلول/سبتمبر 1920م)، وما تلى ذلك من تشييعه ودفنه، في مشاهد وثقها المؤرخون بوصفها أعظم وأكبر مراسم تشييع تشهدها بغداد في تلك الحقبة، فضلاً عمّا قال فيه شعراء ذلك الزمان من مراثي ومناقب تُظهر مكانته وأثره الكبيرين في شرارة ثورة العشرين، وما اقتضته من عمل جهادي ووطني يعبر عن مناهضة الاحتلال البريطاني ويسعى إلى تحرير العراق وخلاصه.
الهيئة نت
FacebookTwitterTelegramMessengerWhatsApp